دليلك عن الزراعة المستدامة: كل ما تحتاج معرفته عن الاستدامة الزراعية في المحاصيل

نتيجة لزيادة معدل النمو الهائل في عدد سكان العالم وزيادة الطلب على الغذاء ، حدثت العديد من التأثيرات الكبيرة على البيئة. كما أسفرت ممارسات الإنتاج الزراعي غير المستدامة عن ضرر جسيم جداً بالتربة من حيث التعرية والتلوث بالمواد الخطرة والدمج والتصحر وغيرها.

ذلك بالإضافة إلي الاستغلال المفرط للموارد المائية حيث معظم المياه ملوثة بسبب الاستخدام العشوائي للمواد الخطرة.

وقد ساهمت الزراعة المكثفة والثروة الحيوانية في ضياع التنوع البيولوجي الزراعي والطبيعي ، وتدهور النظم الإيكولوجية والحد من أو حتى انقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية.

كما تم تسجيل التأثيرات السلبية على المستوى المناخي بسبب الزيادة الملحوظة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات الميثان بشكل خاص.

وهنا تأتي أهمية الاستدامة الزراعية في محاولة الحفاظ على البيئة. وفي الأجزاء التالية نشارك معكم كل ما تحتاج أن تعرفه عن استدامة المحاصيل الزراعية.

ما هي الاستدامة الزراعية ؟

• في البداية يجب أن تعرف أن المزارع والحقول تمتلك طرقًا مميزة للعمل وإنتاج النباتات تمامًا مثل الغابات والصحاري. لذلك يدرس علماء بيئة المحاصيل كيف تستجيب مجتمعات النباتات الزراعية للبيئة المحيطة بها. وهذا يشمل النظر إلى النظم البيئية الأكبر مثل البيئة المادية للنباتات والطقس والتربة والمعادن والعناصر الأخرى الموجودة وكذلك الاحتياجات البيولوجية للمحاصيل والنباتات المجاورة لها وأيضًا إضافة الأسمدة.

• لذلك تسمى البيئات الحقلية التي تنمو فيها المحاصيل بالنظم الإيكولوجية الزراعية. ومن خلال دراسة العلماء لهذه البيئات الفريدة ، يمكن تطوير طرق لتحسين دخل المزارعين والحفاظ على الموارد الطبيعية. وللقيام بذلك يركز علماء بيئة المحاصيل على أنظمة الزراعة المبتكرة والمستدامة.

ما هي التحديات التي تواجهها الاستدامة الزراعية حاليًا ؟

• تعتبر تلبية الطلب على الغذاء مع تقليل بصمتنا البيئية أحد أكبر التحديات التي واجهتها البشرية على الإطلاق. فهناك القليل من الأراضي الصالحة للزراعة ( الأراضي الصالحة لزراعة المحاصيل) . ومع ذلك ، فإن عدد سكان العالم مستمر في الازدياد.

• لذلك من المتوقع أنه يجب زيادة الإنتاج الغذائي العالمي بنسبة 70٪ على الأقل بحلول عام 2050 لدعم اتجاهات النمو السكاني الحالية.

• وكذلك تشكل ندرة المياه أيضًا تحديًا لعلماء بيئة المحاصيل ،لأن الهدف الأسمى هو بناء أنظمة بيئية زراعية تنتج المزيد من الغذاء مع وجود أرض ومياه بكميات وظروف مناسبة.

ما هي التطورات التي شهدتها الاستدامة الزراعية مؤخرًا ؟

• ساعد استخدام الاستدامة الزراعية إلى زيادة متوسط ​​إنتاجية المزارع للمحاصيل الرئيسية مثل الذرة والقمح والأرز وفول الصويا بشكل كبير على مدار الخمسين عامًا الماضية. حيث قام علماء ومطورو الاستدامة الزراعية بفحص علم الوراثة النباتية للعثورعلى أفضل الأصناف وكذلك بحث العوامل البيئية. مما قد شجع المُزارعين على الممارسات الزراعية المحسنة التي ساهمت في هذه المكاسب.

• ولأن هذه الأفكار هي أساس البحث المستمر، يواصل العلماء تطوير أصناف جديدة وتحديد ممارسات أفضل للزراعة والتحقيق في فيما قد يعيق زيادة إنتاجية المحاصيل.

• فمثلاً ، يطبق علماء البيئة في المحاصيل الآن استراتيجية تسمى الإدارة الخاصة بالموقع.
  وذلك لأن الأراضي الزراعية قد تختلف في خصوبة التربة والتضاريس ومُعدل الإنتاجية. فقد لا تعمل التقنيات المستخدمة في مزرعة واحدة في مزرعة أخرى. بل في الواقع ،ما يصلح في منطقة واحدة من مزرعة بعينها قد لا يعمل في منطقة آخرى من نفس المزرعة.

• وهنا يأتي دور "الإدارة الخاصة بالموقع" والتي تعني استخدام البذور والماء والمغذيات بطريقة أفضل لتلك القطعة المحددة من الأرض لمعالجة وتحسين الكفاءة الإنتاجية للأراضى الزراعية ،وذلك من خلال حلول عالية التنقية مثل آلات الزراعة الدقيقة المجهزة بإرشادات الأقمار الصناعية أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

• أي باختصار .. نفايات أقل ومحصول أفضل وبهذه الطريقة ، وبالتالي تقليل البصمة البيئية لعمليات الزراعة الحديثة.